كانت الأمور تجري على ما يرام، استيقظت الصباح لتناول اللإفطار ثم التريّض قليلا، تجهزت لتنهي ما ورائك من أعمال، وبالفعل شرعت في العمل لكنك تشعر بشيء ما على غير ما يرام، لا بأس، تكمل عملك ولكن ببطء. مع مرور الأيام تزداد بطئًا وتشتتًا، يشرد ذهنك بعيدا، تعود لتكمل ما بدأته، لكن ما بك؟ أنت لا تعلم غير أن الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب أصبح رفيقك مؤخرًا.
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
استمر ما سبق لمدة أسبوعان، ثم تحول البطء إلى عدم رغبة في العمل، تأتيك تنبيهات مستمرة من رئيسك في العمل تعتذر وتخبره أنك ستنهي ما عليك، لكن سرعان ما تفتر مرة أخرى، بعدها لم تعد تحذيرات رئيسك تجدي نفعا، فأنت تشعر أن الأمر خرج عن سيطرتك.
هكذا أنت. وربة المنزل التي توقفت عن العناية بنفسها ومنزلها وأطفالها، وطالب الجامعة الذي بات يرسب عامًا بعد الآخر، كلهم بدأ الأمر معهم تدريجيًا و "بدون سبب" على حد إخبارهم.
اسباب الضيق والاكتئاب المفاجئ
هل فعلًا لا يوجد سبب لكل هذا التعطل التام عن العمل والحياة؟ وهل يفترض لهموم الحياة أن تتكالب على الإنسان حتى تمنعه عن وظيفته الأساسية بأن يحيى؟ أم أن هنالك أمر خاطئ يقوم به جميع الأفراد ممن ذكرناهم؟ أم أن هنالك ما يمكن معرفته من اسباب الضيق والحزن المفاجئ ؟
تتعدد أسباب الاكتئاب، فما تدعوه أنت الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب هو في الحقيقة له أسباب متعددة منها :
-الوراثة والجينات.
-البيئة التي تحيط بالشخص.
- والصفات الاجتماعية التي يكتسبها الشخص وتعينه على التأقلم مع ظروف الحياة المختلفة .
قد تجد أن السبب هو :
• حديثك السلبي المستمر مع ذاتك وإحباطك لها ما أدى إلى تدمير صورتك الذاتية عن نفسك.
• حزن دفين منذ الطفولة نتيجة اعتداء جنسي، جسدي أو حتى لفظي قد يكون وراء الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب .
• خيبة أمل من شخص قريب أخفيتها سنين دون مشاركته العتب.
• فشلك في أمر من الأمور دون مقدرتك على تخطي الأمر.
• مرضا لازمك فترة وأنت تهمل علاجه.
• الوزن الزائد .
• التعرض لفصل من وظيفة.
• التنقل لمكان سكن جديد.
• الإخفاق في الدراسة.
• عدم وجود عزاء أو ما يهون على المرء الحياة.
ومن اسباب الضيق والحزن المفاجئ أيضًا :
• نقص هرمون السيرتونين.
• -نقص هرمون الدوبامين.
• نمط الغذاء الغير صحي .
• أسلوب الحياة المعتمد على الكسل والخمول.
• بعض الآثار الجانبية لأدوية معين.
أعراض الاكتئاب :
• الغضب بسهولة، عدم القدرة على الثبات والسكون لفترات طويلة، القلق.
• فقدان الأمل، الشعور بالعجز وقلة الحيلة.
• فقدان الاهتمام بأنشطة كانت تثير الاهتمام في السابق.
• فقد الرغبة الجنسية.
• عدم القدرة على التركيز.
• أوجاع متفرقة في الجسد.
• فقدان الشهية نحو الطعام أو تناول الطعام بصورة مبالغ فيها.
• الأرق أو العكس زيادة في معدل النوم .
• من أعراض الاكتئاب الأخرى تساقط الشعر.
كيف أتخلص من الضيق المفاجئ ؟
لماذا إذًا لا نرى كل تلك الأسباب السابقة ؟ لماذا هذا الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب ؟ هذا لأننا لا نركز على معرفة الأسباب ولا نركز على أنفسنا بل إن أغلب تفكيرنا وتركيزنا قد يكون منصبا على الاخرين.
لذلك أول خطورة قد يطرحها عليك طبيبك في علاج الضيق بدون سبب هو ضرورة الجلوس بانفراد مع النفس.
الجلوس منفردا دون مشتتات لفترة وجيزة وبصورة متكررة حتى تصبح عادة لديك، ذلك سيساعدك في إخراج مكنونات نفسك ومكبوتاتها.
قد يبدأ الأمر بالطبع بالتفكير في الآخرين كثيرا وفي المواقف التي حدثت معهم، ولكن مع التدريب ستجد أنك تفكر في نفسك ودوافعها وأحلامها وهذا التفكير سيصل بك إلى معرفة ما يعيقك عن استكمال حياتك بصورة عادية وطبيعية.
عليك باختصار وإيجاز أن تهتم بنفسك.
أن تجعل نفسك همك الأول إن لم يكن الأوحد إن كنت تريد علاج الضيق بدون سبب ، أن ترى ماذا يمكنك أن تقدم لها، ربما أنت مشغول بارضاء الآخرين لأنك وجدت في ذلك لذة من نوع معين وسعادة يشعرونك بها حينما يطرون عليك أو يمتدحونك بصورة مستمرة.
لعلك تعتمد على صورتك الذاتية مما تراه في عيون الآخرين عوضا عن نفسك، قد تستغرب أن هنالك طريقة أخرى للرضا عن الذات والثقة بها ،ذلك لأنك لم تجرب طريقة أخرى غير تلك التي اعتدتها.
تتنوع صور الاهتمام بالذات:
• يمكنك الاهتمام بمظهرك وصحتك ولياقتك البدنية.
• يمكنك تطوير ثقافتك في أمور مختلفة.
• الترفيه عن نفسك بصور متعددة.
• التطوير المهني وتعلم مهارات جديدة .
علاج الضيق بدون سبب :
نعم قد يبدو هذا الكلام كحفنة من نصائح التنمية البشرية، خاصة إذا كنت تعاني من درجة حادة وشديدة من الاكتئاب فإنك لن تستطيع أن ترى كلامي هذا، لذا يتعين عليك حينها الاستعانة بمختص والذهاب إلى طبيب ليساعدك في بدأ خطوات العلاج.
إن كانت الحالة شديدة فيمكنك أخذ بعض الأدوية ،ستساعدك الأدوية في النوم إن كنت تعاني من الأرق، وفي فتح شهيتك إن كنت تعاني من انسداد وفقدان الشهية، كما ستحد من نسبة القلق لديك.