هل تعرف ما هي مشكلة الأرتجاع المريئي وكيفية علاجها..؟ إن هذه المشكلة التي تسمى كذلك "ارتجاع المريء" تعتبر من اكثر المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة عند الكثيرين، حيث يعاني المصاب بهذه المشكلة ببعض الاضطرابات في جهازه الهضمي، مما يؤدي الى ارتداد وعودة محتويات وأحماض المعدة باتجاه المريء، وهذا يولّد شعور بالحرقة الحادة والمؤلمة للغاية وبالانزعاج الكبير الذي يؤثر على جودة الحياة.
فما هو مرض الارتجاع المعدي.؟ وما هي طرق علاجه والوقاية منه..؟ هذا ما سنحاول أن نلقي الضوء عليه من خلال هذا المقال الذي نأمل أن ينال إعجابكم.
هل تعرف ما هي مشكلة الارتداد المعدي وكيفية علاجها ؟
يُطلق عامة الناس مصطلح ارتجاع المريء على المشكلة الصحية المعروفة علمياً بالارتجاع المعديّ المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) واختصاراً (GERD)، والتي تُعتبر إحدى الاضطرابات التي تُصيب الجهاز الهضميّ والتي تتسبّب بارتجاع محتوى المعدة إلى المريء. في الوضع الطبيعي تُفتح العضلة العاصِرَة السفلى للمريء (بالإنجليزية: Lower esophageal sphincter) للسماح للطعام بالانتقال من المريء إلى المعدة، ثم تُغلق لتمنع ارتجاع الطعام وأحماض المعدة من المعدة إلى المريء، ولكن في الأشخاص المصابين بالارتجاع المعديّ المريئيّ فإنّ هذه العضلة تضعف أو ترتخي بشكلٍ خاطئٍ لتتسبب بارتداد الطعام وأحماض المعدة إلى المريء، وتختلف حدة المرض من مصاب إلى آخر بالاعتماد على درجة ضعف العضلة العاصرة، وكمية السائل المُرتدّ من المعدة، وقدرة اللعاب (بالإنجليزية: Saliva) على معادلة الأحماض المرتدّة
علاج الارتداد المعدي المريئي :
على الرغم من أنه لا يوجد وقت محدد لشعور المصاب بالحرقة والآلام الناجمة عن ارتجاع المريء، ولكن ذلك يحصل غالباً أثناء الليل، أما علاج ارتجاع المريء فهو يتم من خلال أساليب متعددة وغير محددة، كما ان الوقاية أمر أساسي للتخلص من مشاكل الارتداد نحو المريئ، التي سنطلع على كيفية علاجها عبر الأدوية أو الأعشاب او غيرها من طرق العلاج المنزلي.
علاج الارتجاع المعدي من خلال الأدوية:
وهي من أهم طرق علاج ارتجاع المريء وأكثرها تأثيراً، فهناك العديد من الأدوية التي تساعد في علاج المرئ، وتخفف الشعور بالحرقة والحموضة المزعجة الناجمة عن ارتجاع المريء، ومن ابرز هذه الادوية:
• الأوميبرازول وغيره من المثبطات لمضخة البروتون، وتكون مهمة هذا النوع من الدواء تقليل إفرازات الحمض في داخل المعدة.
• الادوية التي تعمل على الموازنة في نسب الحموضة داخل المعدة مثل: هيدرو أكسيد المغنيسيوم وبايكربونات الصوديوم وكربونات الكالسيوم وغيرها من مضادات الحموضة.
• الرانيتيدين والفاموتيدين وغيرهما من النوع الثاني لمضادات الهيستامين وهذه الادوية مهمتها كذلك تقليل إفراز الحمض داخل معدة المصاب .
علاج مرض الارتجاع المعدي المريئي بالأعشاب:
هناك العديد من الأعشاب التي يمكن الاعتماد عليها لتكون علاج طبيعي لمشكلة ارتجاع المريء ومن اهمها: (الكركم، الكراوية، جذر عرق السوس، بلسم الليمون، زيت النعناع، الزنجبيل، عشبة شوك الحليب، زهرة البابونج الألمانية، نبتة الأنجليكا، بقلة الخطاطيف).
الزنجبيل يساعد على امتصاص الأحماض الموجودة بالمعدة، وبالتالي له دور كبير في التخلص من الغثيان، ويعمل على علاج أعراض ارتجاع المرئ ، حيث إن الزنجبيل يساعد على إفراغ محتويات المعدة، وبالتالي التقليل من الضغط على جدارها، وعلاج تهيجها والتخلص من الشعور بالألم.
شاي البابونج يعتبر من أهم المشروبات التي تعمل على العلاج من اضطرابات الجهاز الهضمي وعلاج ارتجاع المريء، إذ إن شاي البابونج أو الكاموميل يحتوي على نسبة كبيرة من المواد المضادة للالتهابات، ويساعد بدوره على تهدئة المعدة، والقضاء على الشعور بآلامها ، كما يعمل على التخلص من الانتفاخات والغازات والتقليل من ارتجاع المريء.
بذور الشمر تعمل على علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، فهي تعمل على التقليل من إفراز الأحماض ، وتعمل على علاج الشعور بالحرقة، والتخلص من الغازات والانتفاخات، وتسكين آلام الجهاز الهضمي، ويمكن تناول نصف ملعقة صغيرة من بذور الشمر، أو نقعها بالماء الساخن، وتناول المشروب.
المكملات الغذائية لعلاج ارتجاع المريء
قد تحصل على نتائج مرضية عند استخدام المكملات الغذائية المحتوية على فيتامينات مضادة للأكسدة، مثل فيتامين ه، أ، وفيتامين ج والتي تعمل على الوقاية من الإرتجاع المريئي، وخاصة في حال عدم حصولك على العناصر الغذائية اللازمة من الطعام.
أيضًا يمكن تخفيف أعراض وتقليل تكرار حدوث الإرتجاع بتناول الميلاتونين والذي يعرف باسم هرمون النوم، وهو هرمون تنتجه الغدة الصنوبرية التي تقع في الدماغ، ويعمل الهرمون على المساعدة في إحداث تغييرات في الدماغ تعزز الحاجة للنوم، كما ويوفر راحة طويلة الأمد من أعراض الإرتجاع المريئي.
علاج مشكلة ارتجاع المريء في المنزل:
هناك عدة طرق سهلة وبسيطة تساعد على علاج و تخفيف أعراض مرض الارتجاع المريئي، وعلى علاجها بعد حدوثها، ومن أهم هذه الطرق:
• إنّ أهم الامور التي تخفف من الآلام والحرقة التي تسببها مشكلة ارتجاع المريء الصحية تكمن في تجنب الأطعمة التي تسببها أو تزيد من حدتها ومنها:
الأطعمة الحارة أو الحامضة كالطماطم (المطبوخة خصوصاً) أو الثوم أو البصل أو النعناع أو الشوكولاتة، كما أن بعض أنواع المشروبات كالمشروبات الغازية أو القهوة أو الكحول أو الشاي تزيد من حدة مرض الأرتجاع المريئي.
• إن السمنة من الامور الأساسية التي تسبب مشكلة ارتجاع المريء، وبالتالي فإننا ننصح بتجنب التخمة وتنويع أنواع الطعام وتقليل كمياته.
• تأجيل النوم على الاقل لمدة ثلاث أو أربع ساعات بعد تناول آخر وجبة طعام، لأن استلقاء الانسان يساعد على عودة الطعام والحموضة باتجاه المريء.
• الابتعاد عن الملابس الضيقة التي تزيد أعراض مشكلة الارتجاع المريئي سوءاً، واستبدالها بالملابس الواسعة والمريحة.
• أكدت الدراسات التي أجريت على المصابين بمشكلة ارتجاع المريء، بأن نوم الشخص على جانبه الأيسر يساعد على تخفيف أعراض وآلام الحموضة، كما أن جعل الرأس مرفوع بوسادة لنسبة تقارب 16 سم مع النوم على الجانب الأيسر سيخفف من الأعراض المزعجة.
• تجنب التدخين فهو يزيد أعراض الارتجاع الحمضي سوءاً.
• تجنب الرياضات المجهدة بعد تناول الطعام لتخفيف الضغط عن المعدة، وممارسة بعض التمارين الخفيفة التي تساعد على سهولة الهضم.
• من الأمور البسيطة والمساعدة على تخفيف أعراض ارتجاع المريء، هي تناول العلكة لأنها تحفز الفم على إفراز اللعاب.
• على المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة الصحية الانتباه الى نوعية الدواء الذي يتناولونه، فهناك أدوية لها تأثيرات جانبية تزيد من حدة الحموضة .
• إن فتق الحجاب الحاجز يجعل المعدة تتحرك نحو الأعلى باتجاه الحجاب الحاجز، وهذا يزيد أعراض ارتجاع المريء سوءاً، ويحتاج لأدوية معينة.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يكون قد وفقنا في الإجابة عن السؤال الذي طرحناه بداية وهو، ما هي مشكلة الارتجاع المريئي وكيفية علاجها..؟